Friday, June 11, 2010

نجوم جدد فى كأس العالم 2010 جنوب افريقيا

نجوم جدد فى كأس العالم 2010

نجوم على أبواب كأس العالم


قد تطغى أسماء النجوم على قائمة المشاركين في أكبر عرض يشهده العالم، لكن قوائم المنتخبات المعلنة لكأس العالم FIFA دائما ما تخالف التوقعات. ويمكن القول أن الجدل والمفاجآت أمر مضمون، فنرى مرة بعد مرة مجموعة من اللاعبين الذين يظهرون فجأة ليأخذوا أمكنتهم على خشبة هذا المسرح العالمي. ففي ألمانيا 2006 رأينا مثلاً ثيو والكوت، الذي بلغ بالكاد السابعة عشرة ولم يكن في سجله مباراة واحدة في الدوري الإنجليزي الممتاز، ومع ذلك اختاره المدرّب السويدي زفن جوران إيريكسون من غير أن يراه في مباراة تنافسية واحدة.

قد لا تكون كأس العالم 2010 FIFA تضم مفاجآت درامية من هذا النوع، ومع ذلك ثارت علامات تعجّب كثيرة لدى إعلان أسماء اللاعبين الـ463 المشاركين. وهناك أسماء سببت بالطبع ذهولاً أكثر من سواها، والواقع أن أكثر من أصيب بالذهول في حالات كهذه هو اللاعب نفسه.

لا شك في أن هذا الكلام يصحّ في اللاعب الأرجنتيني آرييل جارسيه الذي كانت قصة ضمّه إلى المنتخب من أبرز قصص المفاجآت في ضم اللاعبين. والحقيقة أن المدافع المغمور في فريق كولون كان مقتنعاً بأن لا مكان له في تفكير المدرّب دييجو مارادونا إلى درجة أنه حجز رحلة للسفر إلى جنوب أفريقيا مع أصدقائه كمشجعين للمنتخب، لكن ما حصل أن اللاعب البالغ من العمر 30 سنة قد يجد نفسه يؤثر في مجريات اللعب ليس من المدرجات بل من المربع الأخضر حيث سيحاول الأرجنتينيون الحصول على لقب بطل العالم للمرة الثالثة.

قبل استدعائه ظهر جارسيه في مباراة دولية واحدة كانت ذات صفة ودّية. ولكن حتى هذه التجربة الهزيلة تبقى أفضل من تجارب بعض الأسماء المفاجئة التي ستشارك في كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 FIFA. فالفريق الأسباني على سبيل المثال، ضم لدى إعلان قائمة الثلاثين ثلاثة لاعبين ليس في رصيد أي منهم مباراة دولية: ثنائي برشلونة بيدرو وفيكتور فالديز وساعد دفاع أتلتيك بلباو خافي مارتينيز. وقد فسّر مدرب المنتخب فيسينتي دل بوسكي قراره بقوله: "قدّموا موسماً طيباً. وهم أتوا ليساندوا الفريق كاحتياطيين."

وشاطر مدرّب المنتخب الفرنسي ريمون دومينيك دل بوسكي نزعته المغامِرة، فاستدعى لاعبَين لا يملكان خبرة دولية هما جناح فريق مارسيليا ماتيو فالبوينا ومدافع فريق بوردو مارك بلانوس. وقال الأول الذي كوفئ على عروضه مع مارسيليا الذي أحرز لقب الدوري: " بعد سنة استثنائية كهذه أتى التتويج الحقيقي."

كذلك، نال مهاجم نيجيريا براون إيديي مكافأته بعد موسم جيد في الدوري الفرنسي، مع العلم أن العديد من مراقبي المنتخب النيجيري فوجئوا باستدعائه إلى كأس العالم من غير أن يكون لديه أي خبرة دولية.

كذلك فجّر المنتخب الجزائري مفاجأة بضم الحارس رايس مبوحلي الذي أقنعت عروضه مع فريقه مدرب المنتخب رابح سعدان، فقد أبلى الحارس بلاءاً حسناً مع فريقه البلغاري سلافيا صوفيا ونال لقب أفضل حارس مرمى في دوري الدرجة الأولى في بلغاريا.

أما الصدمة الكبرى في منتخب الدولة المضيفة فكانت في حراسة المرمى، مع تفضيل المدرب البرازيلي كارلوس ألبرتو باريرا الحارس شعيب والترز الذي لم يرتد قميص المنتخب أبداً على روين فيرنانديز صاحب الخبرة الأوسع. وأعاد باريرا استدعاء المهاجم المخضرم سيابونجا نومفيثي الذي سجّل للمنتخب المعروف ببافانا بافانا في كأس العالم كوريا الجنوبية/اليابان 2002 FIFA، وذلك بعد ثلاث سنوات من استبعاده عن المنتخب.

وتكررت التغييرات في قطاع حراسة المرمى، مع استدعاء مدرب البرتغال كارلوس كيروش المفاجئ لدانيال فيرنانديز، الحارس السابق لمنتخب كندا تحت 20 سنة الذي لم يظهر على الإطلاق في مباريات التصفيات والذي أمضى كل مسيرته الكروية خارج البرتغال. وفي تشيلي، لم يتوقع أحد أن يختار المدرب مارسيلو بييلسا الحارس لويس مارين على حساب كريستوفر توزيللي. وكذلك لم يتوقع المشجعون اليابانيون عودة حارس فريق جوبيلو ايواتا المخضرم يوشيكاتسو كاواجوشي بعد استبعاده علناً إثر إصابته بكسر في ساقه في وقت سابق من هذه السنة. وقد أوضح المدرب تاكيشي أوكادا قرار استدعائه بقوله: "هذا الفريق يحتاج إلى رجل يستطيع تحسين المزاج مهما كانت الظروف. هو قائد حقيقي في الملعب وخارجه."

وليس كاواجوشي اللاعب الوحيد الذي كانت شخصيته وخبرته العامل الحاسم في اختياره. فعلى الرغم من توافر عدد من اللاعبين الإنجليز لمركز قلب الدفاع، شعر المدرّب الإيطالي فابيو كابيللو بالحاجة إلى إقناع مدافع ليفربول جايمي كاراجر بالعودة عن اعتزاله اللعب دولياً، فضمّه إلى المنتخب بعد ثلاث سنوات من ابتعاده عنه. وحاول كابيللو عبثا إقناع ساعد دفاع مانشستر يونايتد بول سكولز بالعودة عن الإعتزال الدولي على الرغم من بلوغه الخامسة والثلاثين. وكان من مفاجآته أيضاً استدعاء الظهير الأيسر ستيفن وارنوك الذي ظهر بصورة رمزية لمنتخب الثلاثة أسود ولمس الكرة خمس مرات فقط!

وفي المنتخب البرازيلي كان ضم المهاجم جرافيتي إلى فريق كارلوس دونجا لافتاً، فهو لم يلعب للمنتخب بقيادة المدرب الحالي إلا 27 دقيقة. وقال مهاجم فريق فولفسبورج الألماني معترفاً: "قبل ثلاثة أشهر لم يكن لديّ أمل باللعب في كأس العالم."

ولعل الدنماركي ميكيل بيكمان شعر باليأس نفسه قبل إعادته إلى المنتخب الذي غاب عنه سنتين، بينما ضم هجوم المنتخب الأمريكي عددا لا بأس به من المفاجآت. فالثلاثي روبي فيندلي وإيدسون بادل وهيركوليز جوميز لا يملك مجتمعاً إلا 11 مباراة دولية، ومع ذلك يشكل الثلاثة ثلاثة أرباع المخزون الهجومي للمدرب بوب برادلي وينتظر أن يضطلعوا بدور أساسي في جنوب أفريقيا.

ويؤكد برادلي أن جل ما فعله هو التزام قاعدة اختيار اللاعبين وفق مستوياتهم الحالية. وهذا التبرير ينطبق أيضاً على مدرب منتخب نيوزيلندا ريكي هيربرت الذي استدعى لاعب الموسم في الدوري النيوزيلندي آرون كلابهام على هذا الأساس. وراهن مدربون آخرون على الشباب، ومنهم مدربو سلوفينيا ماتياس كيك والباراجواي جيراردو مارتينو وألمانيا يواكيم لوف الذين وضعوا ثقتهم في اللاعبين الصغار ذوي النزعة الهجومية تيم ماتافز ورودولفو جامارا وهولجر بادشتوبر على التوالي.

والواقع أن جميع مدربي المنتخبات الموجودة في جنوب أفريقيا تقريباً ضموا لاعبين على سبيل المجازفة. ومن أولئك الذين وقّتوا بروزهم في شكل مثالي الكوري الشمالي بانج سوك هيوك والمدافع الإيطالي ليوناردو بونوتشي والكوري الجنوبي كيم بو كيونج واليونانيان ساكيس بريتاس وستيليوس ماليزاس.

وبالطبع، لن يبدأ جميع أبطال هذه المفاجآت منافسات كأس العالم FIFA كلاعبين أساسيين، لكن بونوتشي بالذات يدرك أن الصعود السريع لا ينتهي بالضرورة مع بداية البطولة. فكل من شاهد كأس العالم إيطاليا 1990 FIFA يتذكر توتو سكيلاتشي الذي جاء إلى المسابقة على أساس أنه مهاجم احتياطي لا يملك في سجله إي مباراة دولية واحدة، وخرج منها حاملاً حذاء adidas الذهبي.


Hotmail: Trusted email with powerful SPAM protection. Sign up now.

No comments: