محمود السعدنى رحيل الولد الشقى وفاة الكاتب الكبير محمود السعدنى
وفاة الكاتب الصحافي محمود السعدني عن عمر يناهز 82 عاماً
تُوفي الكاتب الصحافي الساخر محمود السعدني مساء الثلاثاء 4-5 -2010 عن عمر يناهز 82 عاماً بعد صراع مع المرض.
ومحمود السعدني صحافي وكاتب مصري ساخر يوصف بأنه رائد الكتابة الساخرة في الصحافة العربية، ولد في العقد الثاني من القرن الماضي، وشارك في تحرير وتأسيس عدد كبير من الصحف والمجلات العربية في مصر وخارجها، ترأس تحرير مجلة "صباح الخير" المصرية في الستينات ورفع توزيعها إلى معدلات غير مسبوقة، وشارك أيضاً في الحياة السياسية بفاعلية في عهد الرئيس جمال عبدالناصر وسجن بتهمة غير محددة، حيث اتٌهِمَ بالاشتراك في محاولة انقلابية على الرئيس أنور السادات وتمت إدانته وسُجن.
أصدر وترأس تحرير مجلة "23 يوليو" في منفاه في لندن وحققت المجلة معدلات توزيع مرتفعة في العالم العربي، وعاد إلى مصر من منفاه الاختياري سنة 1982 بعد اغتيال السادات واستقبله الرئيس مبارك، وربطته صلات قوية بعدد من الحكام العرب مثل معمر القذافي وصدام حسين، وقد اعتزل العمل الصحافي والحياة العامة سنة 2006 بسبب المرض.
عمل السعدني في بدايات حياته الصحافية في عدد من الجرائد والمجلات الصغيرة التي كانت تصدر في شارع محمد علي بالقاهرة، ويصف السعدني تلك الجرائد بأنها "كانت مأوى لعدد كبير من النصابين والأفاقين"، ويضيف أن صدمته كانت كبيرة فليس هذا هو عالم الصحافة ذات الجلالة الذي يحلم به".
انتقل بعد ذلك للعمل في مجلة "الكشكول" التي أصدرها مأمون الشناوي وتتلمذ على يديه إلى أن أغلقت أبوابها. ثم عمل في عدد من الجرائد بالقطعه مثل جريدة "المصري" لسان حال حزب الوفد آنذاك، وعمل أيضاً في دار الهلال. كما أصدر ورسام الكاريكاتير طوغان مجلة هزلية سرعان ما أغلقت أبوابها بعد صراع مع الرقابة وشركات التوزيع.
وأيّد السعدني ثورة 23 يوليو بكل قلبه، بالرغم من عدم معرفته لأهدافها في ذلك الوقت، كما أنه كان يعرف أحد قادة الثورة وهو البكباشي أنور السادات الذي جالس السعدني وزملاءه بضعة مرات في كازينو الجيزة.
عمل السعدني بعد بداية الثورة بفترة في جريدة "الجمهورية" التي أصدرها مجلس قيادة الثورة وكان رئيس مجلس إدارتها أنور السادات ورئيس تحريرها كامل الشناوي وآخرون. وقدم السعدني خلال الفترة التي قضاها في الجمهورية عدداً من التحقيقات والموضوعات المميزة، كما سافر في مهام صحافية إلى خارج مصر. وعقب انتقال السادات إلى رئاسة البرلمان المصري صدر قرار بالاستغناء عن خدمات محمود السعدني، الذي لم يكن المفصول الوحيد، بل فصل معه بيرم التونسي وعبدالرحمن الخميسي وعشرات من الصحافيين الأكفاء. و د أشار الكاتب في احدى كتبه إلى أن فصله كان بسبب نكتة أطلقها على السادات.
عقب قرار فصل السعدني من "الجمهورية" بأسابيع قليلة استدعاه إحسان عبدالقدوس للعمل معه في مجلة "روز اليوسف" الأسبوعية كمدير للتحرير وكانت "روز اليوسف" ملكية خاصة في ذلك الوقت لوالدة إحسان السيدة فاطمة اليوسف.
ويصف السعدني الفترة التي قضاها بـ"روز اليوسف" بأنها كانت الأفضل في حياته، كما يصف الجو العام في "روز اليوسف" بأنه جو إبداع مثالي فلا توجد صراعات في الدار ويعود السبب في ذلك لكون أصحابها هم من يديرونها بأنفسهم فلم يجد فيها المشاكل المزمنة التي تعاني منها "الجمهورية". وعادت إلى السعدني روحه الساخرة وتمكن من إنجاز عدد من الكتب والمقالات المميزة.
زمن عبدالناصر
عقب زيارة صحافية قام بها السعدني إلى سوريا أثناء الفترة التحضيرية للوحدة بين البلدين حمَلَ أعضاء الحزب الشيوعي السوري السعدني رسالة مغلقة للرئيس جمال عبدالناصر والتي كانت تحمل تهديداً لناصر بالخروج على خطه السياسي إذا لم يفرج عن الشيوعيين المصريين المعتقلين في سجونه، ولم يكن السعدني يعلم بمحتوى الرسالة وقام بتسليمها لأنور السادات.
ونتيجة ذلك تم اعتبار السعدني "شيوعياً" وتم القبض عليه بعد فترة وقضى في المعتقلات قرابة العامين، تنقل خلالها بين معتقلات القلعة والواحات والفيوم.
أفرج عن السعدني بعد ذلك ليعود إلى عمله في "روز اليوسف" والتي كانت قد أممت وتولي رئاسة تحرير مجلة "صباح الخير".
وانخرط السعدني في العمل السياسي حيث انضم إلى التنظيم الطليعي، وكما يقول عن نفسه واصفاً دوره السياسي في ذلك الوقت: "إذا كان محمد حسنين هيكل هو سفير عبدالناصر للدوائر السياسية العالمية، فقد كنت سفيراً لعبدالناصر لدى الشعب المصري في الداخل"، وهذه المقولة توضح حجم دور السعدني في مصر بتلك الفترة.
وقد كان للسعدني في ذلك الوقت شهرة ونفوذ كبيرين، حتى ان بريد قرائه كان الأضخم بين جميع الكتاب العرب، كما كان باستطاعته إنجاز معاملات معارفه بمكاملة تليفونية واحدة.
وبعد فترة قصيرة من المعاناة على إثر منعه من الكتابة في العديد من الاصدارات في عهد الرئيس السادات قرر السعدني مغادرة مصر والعمل في الخارج، فتوجّه إلى بيروت حيث استطاع الكتابة بصعوبة في جريدة "السفير" وبأجر يقل عن راتب صحافي مبتدئ، والسبب في صعوبة حصوله على فرصة عمل هو خوف أصحاب الدور الصحافية البيروتية من غضب السادات.
وعاد السعدني إلى مصر بعد اغتيال السادات بفترة واستقبله الرئيس مبارك في القصر الجمهوري بمصر الجديدة ليطوي بذلك صفحة طويلة من الصراع مع النظام في مصر.
يقول السعدنى عن نفسه
(رغم الظلام الذي اكتنف حياتي ، ورغم البؤس الذي كان دليلي وخليلي ، إلا أنني لست آسفاً على شيئ ، فلقد كانت تلك الأيام حياتي).
، فلقد كانت تلك الأيام حياتي ! ومن عين تلك الأيام ، ومن رحيق تلك الليالي خرج إلى الوجود ذلك الشيء الذي هو أنا !؟.
يقول كامل الشناوي عن محمود السعدني:
( يخطئ من يظن أن السعدني سليط اللسان فقط .. إنه سليط العقل والذكاء أيضاً )
في بلاط صاحبة الجلالة هناك رموز لا يمكن تجاوزهم ملأوا الدنيا حكايات وقصصاً اختلط فيها النضال بالحب والثورة بالصعلكة وفي مقدمة هؤلاء أشهر الصعاليك محمود السعدني او الولد الشقي في بلاط صاحبة الجلالة الذي بدأ العمل في الصحافة قبل 60 سنة فأصبح واحداً من أشهر الكتاب الساخرين.
وعن حياة السعدني صدر حديثاً عن سلسلة كتاب اليوم "أيام مع الولد الشقي" من تأليف الكاتب الصحفي سامي كمال الدين ويتطرق فيه لمختلف مراحل نمو وعمل الولد الشقي في بلاط صاحبة الجلالة وحياته في المنفي والصحافة وفي بلاد الفلوس.
يقول فيه السعدني:
كنت محظوظاً لأبعد حد حين أتيحت لي الفرصة التعرف علي عدد من شخصيات العصر كل واحد منهم كان دنيا كبيرة وعالماً بأسره
تعرفت الي مأمون الشناوي ومنه تعلمت النكتة وفن السخرية وهو كاتب ساخر لو اتيحت له الفرصة لكان اوسكار وايلد جديد
كما تعرفت علي نجيب الريحاني في آخر حياته وعرض علي الاشتغال في التمثيل ولو بقي أعواماً أخري علي قيد الحياة فلربما أصبحت ممثلاً يشار له بالحذاء
وعرفت بيرم التونسي وعبقري النغم الشيخ محمد رفعت والشيخ زكريا أحمد وتحفة عصره كامل الشناوي.
ويضيف: وقفت دائماً الي جانب ما هو حق وقاتلت دائماً في صف العدل وخسرت أشياء كثيرة بسبب رعونتي وكسبت أشياء أخري بسبب وضوح موقفي وذقت كل أنواع الحياة وعشت أياماً طويلة في هيلتون مدريد بأسبانيا ونمت أياماً في حدائق القاهرة وأنفقت مائة جنيه في ليلة وقضيت عدة أيام أبحث عن قرش صاغ واحد
وقابلت عدداً كبيراً من رؤساء الجمهوريات وصادقت عساكر بوليس وعمال بناء ومكوجية،
نمت علي شاطيء بحيرة جنيف وفي فندق الصخرة في جبل طارق لكن لا يزال أجمل مكان أحن إليه هو قريتي في المنوفية.
ويواصل السعدني في الكتاب الذي يعتبر بانوراما مصغرة علي محطاته المهنية رواية قصته مع التشرد لافتا الي أنه دخل سجن السيدة زينب جراء مشاركته في المظاهرات وهو ما زال في بواكير حياته ثم عمل موظفاً بالحكومة بستة جنيهات وطرد من وظيفته محاولاً البحث عن عمل في بلاط صاحبة الجلالة فعمل في صحف لم يكن لها وجود عندما كانت الصحافة عملية استرزاق ورفض تصدرها وزارة الداخلية لأصحاب مطابع شارع محمد علي للمتعاونين مع البوليس السياسي وبوليس الراية ففصلت ثلاث مرات من ثلاث صحف قبل الثورة مرة بسبب تاجر حشيش دفع ألف جنيه للجريدة لأنني كتبت خبراً ضده ولم أعرف طعم الاستقرار في الصحافة إلا في عام 1954 ففي ظل عبد الناصر أصبح للصحفيين حقوق وعليهم واجبات.
ويتسع الكتاب لعشرات الحكايات عن خلاف السعدني مع الرئيس الراحل أنور السادات الذي قرر فصله من روزاليوسف بسبب عدة نكت رواها لفريد عبد الكريم عنه ويومها تم استجوابه من قبل النائب العام بزعم انه مشارك في مؤامرة وصدر قرار بفصله ومنع نشر اسمه في الصحف
وقد حاول معه كثيراً المقاول المعروف عثمان أحمد عثمان صديق السادات وصاحب شركة المقاولون العرب ان يساعده ويعينه في إحدي شركاته لكنه قال له بعد خروجه من السجن بسبب مؤامرة السادات وبالمناسبة لم تزد عن يومين انه كان صحفياً وسيبقي صحفياً وسيبعث يوم القيامة في كشف نقابة الصحفيين
فيمكن لاي أحد ان يصنع وزيراً او رئيساً للجمهورية لكن ليس بإمكان أحد ان يصنع كاتباً او مطرباً لأن الموهبة منحة من الله.
بعدها عرض عليه الرئيس معمر القذافي الإقامة في ليبيا فرفض رغم حاجته الشديدة للمال
وقال له ياسيادة العقيد لقد نجح الكثيرون في تشويه صورتك أمام الجماهير واستطاع الإعلام أن يثبت في عقول الجماهير أن كل من يتصل بك مرتش يسعي لجمع الفلوس وليس لأي شيء آخر وعليه فإقامتي في ليبيا ستضعف من تأثير كلماتي عند الناس فيعتقدون أنني مأجور
وسافربعدها الي لندن ثم عمل لفترة في صحيفة الفجر الاماراتية ثم عاد ليفصل من جديد بسبب ضغوط السادات لكنه ظل كاتباً ساخراً لا يشق له غبار
استطاع تقديم عشرات المؤلفات للمكتبة العربية منها
: "جنة رضوان، ألحان السماء، الأفريكي، الموكوس في بلاد الفلوس، مسافر علي الرصيف، بلاد تشيل وبلاد تحط والولد الشقي في الطفولة والصحافة والسجن والمنفي" ومسرحيات عديدة مثل: "عزبة بنايوتي، النصابين، بين النهدين: ومسلسلات إذاعية مثل الشيخ لعبوط، بنت مدارس وغيرها من الأعمال.
ويقول عنه الروائى خيرى شلبي:
خلق الله محمود السعدنى على هيئة بشر ولكن بمزاج الفاكهة والورود والرياحين، وهو الوحيد الذى جمع بين موهبة الكتابة والخطاب الشفاهى فى اتساق تام وتوازن خلاق.. ولهذا لم يضع من عمره برهة واحدة فى الفراغ، استطاع ان يفيد الحياة والانسانية بكل زفرة من زفراته.
ويأخذنا الكاتب يوسف الشريف حول بعض الجوانب الحياتية فيقول:
وقد أفصح السعدنى عن موهبته منذ أربعينيات القرن الماضى عبر منتدى قهوة محمد عبدالله بميدان الجيزة او "ميدان الساعة سابقا" وهو قد أكد جدارته واستحقاقه الانتساب الى فطاحل المتكلمين الظرفاء حين تقدم الى أنور المعداوى شيخ النقاد آنذاك يعرض عليه وعلى زكريا الحجاوى عمدة المنتدى باكورة أعماله الادبية.. وكانت مجموعة من القصص القصيرة، وعبر النقاش الذى دار حولها أبان السعدنى عن مخبوءاته الانسانية والابداعية المتميزة.
واشار الفنان صلاح السعدنى -الشقيق الأصغر لمحمود السعدنى-
الى أن السعدنى لمن عاشره وعاش معه واقترب منه سيجد انه جماعة ضخمة، أو هو قبيلة كاملة، حارة بكل ما فيها ومن فيها، لأنه كاتب متعدد المواهب.
اما الكاتب الصحفى مفيد فوزى
فحكى عن تتلمذه على يد السعدنى فى مجلة "صباح الخير" مؤكداً ان السعدنى من أجمل الحكائين فى مصر، ومن قبل حسن فؤاد ويساويه أيضا عباس الأسوانى وهو كحكاء لديه وسيلة وطريقة وجاذبية لا حد لها.
ومحمود السعدنى سخريته حادة، بينما كانت سخرية كامل الشناوى وديعة فى نهاية الأمر.. وسخرية محمود السعدنى من اجل بلد ووطن.. اما كامل الشناوى فكانت السخرية من أجل المرأة والعواطف والاحاسيس، وقد أشهر محمود السعدنى قلمه فى وجه بشر لا حدود لهم، بينما كان كامل الشناوى يشهر هذا القلم فى وجه الحبيبة.
اما صديق عمره الفنان طوغان
فيكتب عن تجارب حياتية متعددة ومنها اصدارهما لمجلات وهما فى سن العشرين، ومن هذه المجلات تخرجت مواهب كبرى كصلاح جاهين ومحمد عودة ومحمد مصطفى حمام.
ويكتب د. ماهر شفيق فريد
"كشف حساب فى نصف قرن" استعرض فيه أهم أعمال السعدنى منذ مولده بالقاهرة فى عام 1927 وتوليه رئاسة تحرير مجلة "صباح الخير" فى الفترة مابين 1967 – 1971.
ومن وجهة نظره كناقد يقول د. ماهر شفيق فريد:
وهو قاص من أبرز ممثلى الواقعية النقدية التى علا مدها فى اواخر الخمسينيات وعقد الستينيات، حيث يتركز اهتمام الكاتب على الطبقات الشعبية المسحوقة المهمشة، فى القرية او فى المدينة يتبدى هذا فى مجاميعه القصصية: "السماء السوداء" و"جنة رضوان" و"بنت مدارس" و"الأفريكي" وفى روايته "حتى يعود القمر" و"الأرزقية".
ويكتب الناقد الكبير رجاء النقاش
تحت عنوان "الولد الشقى فى قهوة عبدالله" مقدما رؤية نقدية لكتاب السعدنى "مسافر على الرصيف" الذى تحدث فيه عن علاقته بمقهى عبدالله بالجيزة ملتقى الادباء والفنانين فى الخمسينيات ونهاية الأربعينيات.
ويكتب أحمد حمروش تحت عنوان "عد إلينا" فى الصفحة الاخيرة من المجلة متمنيا للسعدنى الشفاء وتخطى أزمته المرضية حتى يعود الى قرائه ومحبيه فى مصر والعالم العربى فهو صاحب الضحكة التى لاتغيب.
كتب محمود السعدنى
مذكرات السعدني - الولد الشقي
تعتبر من أروع ما كتب في أدب السيرة الذاتية في الأدب العربي، وقد كتبها في سلسلة من الكتب (من نهاية الستينات وحتى منتصف التسعينات) وحملت عناوين:
الولد الشقي ج1 : قصة طفولته وصباه في الجيزة
الولد الشقي ج2 : قصة بداياته مع الصحافة
الولد الشقي في السجن : صور متنوعه عن شخصيات عرفها في السجن
الولد الشقي في المنفى : قصة منفاه بالكامل
الطريق إلى زمش : ذكرياته عن الفترات التي قضاها في السجون في عهدي عبد الناصر والسادات
كتب أخرى للسعدني
السعدني حكاء عظيم ويمتاز بخفة ظلة كما أن تجربته في الحياة ثرية للغاية وله العديد من الكتب التي تناولت مواضيع متنوعه منها:
مسافر على الرصيف: صور متنوعه عن بعض الشخصيات الأدبية والفنية التي عرفها
ملاعيب الولد الشقي: مذكرات ساخرة
السعلوكي في بلاد الإفريكي: رحلات إلى إفريقيا
الموكوس في بلد الفلوس: رحلة إلى لندن
وداعاً للطواجن: مجموعة مقالات ساخرة
رحلات أبن عطوطه: رحلات متنوعه
أمريكا يا ويكا: رحلة إلى أمريكا
مصر من تاني: مجموعة مقالات عن تاريخ مصر
عزبة بنايوتي: مسرحية
قهوة كتكوت: رواية
تمام يا فندم: مجموعة من المقالات المجمعة في كتاب
Hotmail: Free, trusted and rich email service. Get it now.
No comments:
Post a Comment